ولأبي داود هذا المعنى من حديث عمر، وفيه: «هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم، ولا أموال يتعاطونها».
ولمسلم من حديث أبي هريرة، أن الملك قال للذي زار أخاه: إني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه.
فمما ينبغي أن تكون فيه الصحبة والمعاشرة هو: الحب من أجل حظوظ
أخروية لا دنيوية:
قال بلال بن سعد: أخ لك كلما لقيك ذكرك _ برؤيته _ ربك: خير لك من أخ كلما لقيك وضع في كفك دينارًا.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في «مجموع فتاويه»: «ومن أحب أحدًا لغير الله كان ضرر أصدقائه عليه أعظم من ضرر أعدائه؛ فإن أعداءه غايتهم أن يحولوا بينه وبين هذا المحبوب الدنيوي، والحيلولة بينه وبينه رحمة في حقه، وأصدقاؤه يساعدونه على نفي تلك الرحمة وذهابها عنه ... وكلاهما ضرر عليه؛ قال _ تعالى _: {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَاب}».
وقال أبو حامد في «الإحياء»: «وذلك كمن يحب أستاذه وشيخه لأنه يتوصل به إلى تحصيل العلم وتحسين العمل،