ومقصوده من العلم والعمل هو: الفوز في الآخرة ... وكذلك من يحب تلميذه لأنه يتلقف منه العلم وينال بواسطته رتبة التعليم ويرقى به إلى درجة التعظيم في ملكوت السماء».
وأما الأمر الثاني؛ فهو عدم الإفراط في المحبة، قال الماوردي: «فإن الإفراط داع إلى التقصير».
وقد روى الترمذي عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أحبب حبيبك هونًا ما؛ عسى أن يكون بغيضك يومًا ما، وأبغض بغيضك هونًا
ما؛ عسى أن يكون حبيبك يومًا ما»:
قال ابن الأثير في «النهاية في غريب الحديث»: «يعني: لا تسرف في الحب والبغض؛ فعسى أن يصير الحبيب بغيضًا والبغيض حبيبًا، فلا تكون قد أسرفت في الحب فتندم، ولا في البغض فتستحيي».
ونقل المناوي في كتابه «فيض القدير» عن ابن العربي قوله: «معناه: أن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن؛ فقد يعود الحبيب بغيضًا وعكسه، فإذا أمكنته من نفسك حال الحب وعاد بغيضًا كان لمعالم مضارك أجدر؛ لما اطلع منك حال الحب بما أفضيت إليه من الأسرار».