ومنها: ما يكون مكتسبًا بقصد ونية بسبب الرغبة والحاجة.
أما ما يكون مكتسبًا بسبب الاتفاق؛ فهي: التجانس، ثم المواصلة، ثم المؤانسة، ثم المصافاة، ثم المودة، ثم المحبة، ثم الاستحسان.
1 - فأولها: التجانس، ويراد به: مماثلة المتصاحبين ومشاكلتهم وائتلافهم
في جنس أو صفة.
قال الماوردي: «فإن قوي التجانس قوي الائتلاف به، وإن ضعف كان ضعيفًا ما لم تحدث علة أخرى يقوى بها الائتلاف، وإنما كان ذلك كذلك لأن الائتلاف بالتشاكل، والتشاكل بالتجانس، فإذا عدم التجانس من وجه انتفى التشاكل من وجه، ومع انتفاء التشاكل يعدم الائتلاف، فثبت أن التجانس _ وإن تنوع _ أصل الإخاء وقاعدة الائتلاف».
قلت: يريد أن الحالة بين اثنين _ من جنس أو صفة _ كلما كانت شديدة المماثلة والمشاكلة فإنها باعثة على شدة الائتلاف والاتفاق بينهما، وإن كانت ضعيفةً ضعف الائتلاف بينهما.
ونبه على أن ذلك ليس بقاعدة مطردة، وإنما قد تأتي المماثلة في أمر آخر غير الأمر الذي عدمت المشاكلة فيه؛ فإن