فصل
في مراتب الصحبة وأسبابها
واعلم أن الصحبة لا تتعلق بالأقران فقط، وإنما تكون _ أيضًا _ في معاشرة الأكابر والأصاغر، وقد بينها أبو عبد الرحمن _ محمد بن الحسين _ السلمي في كتابه «آداب الصحبة»:
فأما معاشرة الأكابر؛ فتكون بالحرمة والخدمة والقيام بأشغالهم.
وأما الأقران؛ فبالنصيحة وبذل الموجود.
وأما الأصاغر؛ فبالإرشاد والتأدب.
وعليه: فمهما كان وجه المعاشرة فإنه متعلق برتب لا تقوم الصحبة إلا بها، وقد ذكرها الماوردي في «أدب الدنيا والدين»:
فمنها: ما يكون مكتسبًا من غير قصد واختيار بسبب المماثلة والاتفاق بين الصاحبين في أمور شتى.