صديقه ... إذ قد يحب الإنسان من يبغضه، وأكثر ذلك في الآباء مع الأبناء، وفي الإخوة مع إخوتهم، وبين الأزواج، وفيمن صارت محبته عشقًا، وليس كل صديق ناصحًا، لكن كل ناصح صديق فيما نصح فيه».
وأما الأخوة؛ فهي كل من جمعك وإياه صلب أو بطن، وتستعار لكل من يشاركك في القبيلة أو في الدين أو في الصنعة أو في معاملة أو في مودة _ أو في غير ذلك من المناسبات _.
وأما الرفقة؛ فتقال للقوم ما داموا منضمين في مجلس واحد ومسير واحد، فإذا تفرقوا ذهب عنهم اسم الرفقة، ولم يذهب عنهم اسم الرفيق.
وأما الخلة؛ فهي الصداقة، إلا أنها رتبة لا تقبل المشاركة، ولهذا اختص بها الخليلان إبراهيم ومحمد _ عليهما السلام _.
وقال العسكري في «الفروق»: «والخلة: المودة التي تتخلل الأسرار معها
بين الخليلين، وسمي الطريق في الرمل خلا لأنه يتخلل لانعراجه».
وقال _ أيضًا _: «الفرق بين الصداقة والخلة: أن الصداقة اتفاق الضمائر على المودة، فإذا أضمر كل واحد من الرجلين