مثل الخطأ بقول القائل: (صحب النجم ... ) و (صحب الكون ... )، ولا يريد بقوله _ هذا _ عدم جواز قول القائل: (صحبت الدهر) و (صحبت الصبر) و (صحبت الليل)، فهذا كله جائز لأن المتكلم آدمي، وهذا لا يخالف قول الراغب الأصفهاني؛ فإن مراده متعلق بالطرف الثاني _ وهو المفعول به _، فأشار إلى إطلاقه؛ كقول القائل: (صحبت كلبًا) أو (صحبت هذا المكان) _ والله تعالى أعلم _.
أما الفرق بين الصحبة وبين ما رادفها من ألفاظ _ كالصداقة والأخوة والرفقة والخلة _؛ فقد ضبط ذلك أهل اللغة في دواوينهم:
فأما الصداقة؛ فهي: صدق الاعتقاد في المودة، وذلك مختص بالإنسان دون غيره، وكما قيل: إنما سمي الصديق صديقًا لصدقه، والعدو عدوا لعدوه عليك.
وقد ذكر ابن حزم في كتابه «الأخلاق والسير» حد الصداقة، فقال: «هو أن يكون المرء يسوءه ما يسوء الآخر، ويسره ما يسره، فما سفل عن هذا فليس صديقًا، ومن حمل هذه الصفة فهو صديق، وقد يكون المرء صديقًا لمن ليس