الْأُخْرَى وَزَوَال كدورتها بِانْقِطَاع علائقها وانفصال عوائقها يتَحَقَّق لَهَا مَا كَانَت مستعدة لقبوله ومتهيئة لإدراكه
وَلَا يهولنك مَا يجعجع بِهِ الْخصم ويشنع وَهُوَ قَوْله لَو جَازَ أَن يكون مدْركا لَا متنع أَن لَا يتَعَلَّق بِهِ الْإِدْرَاك مَعَ سَلامَة آلَة الْإِدْرَاك والا جَازَ أَن يكون الْإِنْسَان بَين يَدَيْهِ فيل وَاقِف أَو جبل شامخ وَهُوَ لَا يرَاهُ
فَذَلِك من السفسطة والتجاهل لِأَنَّهُ لما وَقع الِاشْتِرَاك فِي اسْم الْجَوَاز بَين الْجَوَاز العقلى والعادى وَرَأى ان من حكم بذلك كَانَ بِالنّظرِ إِلَى الْعَادة مُسْتَقِيمًا ظن ذَلِك وَاقعا فِي القطعى أَيْضا وَلَيْسَ كَذَلِك على مَا سبق تَحْقِيقه ثمَّ وَكَيف ننكر ذَلِك مَعَ مَا قد ورد من الْأَخْبَار وتواتر من الْآثَار المستندة إِلَى الشَّرِيعَة الطاهرة والرسالة الظَّاهِرَة مِمَّا أوجب لنا الْعلم بَان مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ كَانَ يرى جِبْرِيل وَيسمع كَلَامه عِنْد نُزُوله عَلَيْهِ وَمن هُوَ حَاضر فِي مَجْلِسه لَا يدْرك شَيْئا من ذَلِك مَعَ سَلامَة آلَة الْإِدْرَاك
وَمِمَّا يلْزم الْمُعْتَرف بالنبوات الْمُصدق بالرسالات فِي جَوَاز تعلق الْإِدْرَاك بالبارى