قبره كعبة غداً للطوافي ... من ثراه لي ثروة وحذافي
ردعاني بهن أغنى معيل
كل من زار قبره أمن الهو ... ل وإن كان ذنبه يملأ الجو
ما تراني وقد أحاط بي السو ... زرته والدموع تنهل والأو
زار تنهال عن كثيب مهيل
حبه بارز بدا من ضميري ... وعلينا فرض ولاء الأمير
بولاه كم اغتنى من فقير ... ليس لي بعد حبه من نقير
يغن عني شيئاً ولا من فتيل
(وقال أيضاً الشاعر العراقي) :
حضرة الكاظمين منها المرايا ... قد حكت قلب صب أهل الطفوف
صبغتها يد التجلي بكف ... كبرت عن تشبيهها بالكفوف
وروت عن غدير خم صفاء ... فتراءت لطرفي المطروف
صور الكائنات فوجاً بفوج ... سابحات في موجها المكفوف
من قناديل عسجد زينوها ... بصفوف تلوح أثر صفوف
رسم تعليقها الأنيق تبدى ... كسطور منضودة من حروف
روضة للصدور فيها ورود ... بأكف الألحاظ ذات قطوف
قد أظلت شمساً بغير كسوف ... وأقلت بدراً بغير خسوف
وطوت كاظماً ولفت جواداً ... فازدهت بالمطوى والملفوف
شرفت فيهما وما كل ظرف ... حاز تشريفه من المظروف
وغدت للقلبين مثل شغاف ... رق لطفاً كقلبي المشغوف
وهي لما على السماء أنافت ... بهما قلت يا سما المجد نوفي
كلما زرتها أقول لعيني ... هذه كعبة الجلال فطوفي
بحماها كم من ألوف من الزو ... ار فازت من المنى بصنوف
فأخشى صروف دهري وإني ... بحماها يخشى الزمان صروفي