كم ثملنا منه بكأس رويّ ... فأمطنا برشفها كل غي
إن ترم أن تفوز منها بري ... سل سبيلاً لسلسبيل عليّ
فعلى ابن السبيل قصد السبيل
زره مهما أصابك الخطب مهما ... تلق غيثاً همى وبحراً خضما
فأجل في راحه عن القلب هما ... هو ساقي الحوض الذي ليس يظما
من حبته يداه بالتنويل
كم غليل روى بفيض مقيل ... ما رويناه عن فرات ونيل
كم أفاضت كفاه من سلسبيل ... هو ذات الشفا لكل عليل
وشفاء لذات كل غليل
صاغه الله من ندى وبراه ... وعلى فطرة السخا سواه
بحر جود ما للعفاة سواه ... عيلم كل قطرة من نداه
هي غيث لكل عام محيل
جئت أشكو إليه بثي وحزني ... حاش لله أن يخيب ظني
نلت من فضله قصارى التمني ... عرض حال لاغر وإن طال أني
لذت في جاهه العريض الطويل
غيث فضل يهمي بفيض غزير ... وغياث من كل أمر عسير
كيف أرضى منه بمن يسير ... طامع من نواله بكثير
ما أنا منه قانع بقليل
كم عديم أحيا بجود عميم ... وهدى حائراً لنهج قويم
ولا عتابه بقلب سليم ... جئت مستهدياً هدى من كريم
لست مستجدياً جدي من بخيل
لجناحي أراش بعد تلافي ...
بقدامى أفضاله والخوافي