أنت الذي لم يخف في الناس قاصده ... وليس عندك تسويف وتسويل

قصدت جاهك لا أرجو سواك ولي ... في باب عزك ترديد وتطفيل

وقال محمد البكري الكبير من أبيات:

يا أكرم الخلق على ربه ... وخير من فيهم به يسأل

قد مسني الكرب وكم مرة ... فرجت كرباً بعضه يذهل

وقال الشيخ عبد الرحمن الدمشقي من أبيات:

أقلني مما فيه أمسيت واهناً ... ونفسي بقيد الكرب أمست مكبله

وعجل بكشف الضر عمن لك التجا ... لأن الضنا قد هاض ظهري وأثقله

انظر إلى قوله: وعجل بكشف الضر إلخ ... والله سبحانه وتعالى يقول:

{وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُو} 1. وهكذا كثير من الأبيات التي أوردها النبهاني كما لا يخفى على من راجع كتابه، ولا بدع فهو المبتدع الذي ختم الله على قلبه.

الوجه الخامس: إن أجل من تمسك بشعره النبهاني؛ الصرصري، والبوصيري، وأما غيرهما- كالبرعي، والوتري، والشهاب، وأمثالهم- فليسوا من المعروفين بعلم ولا دين، ولا زهد ولا فضيلة، ولا شيء يذكر.

والصرصري والبوصيري اعترض أهل العلم ومن له بصيرة في الدين على ما كان في شعرهما من الغلو الذي نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، كقول الصرصري في قصيدته اللامية التي استشهد بأبيات منها النبهاني:

يا رسول الله يا من مدحه ... في القوافي أقوم الألفاظ قيلا

مسني ضر عناه ثابت ... من ذنوب غادرت قلبي كليلا

أنا منها تائب مستغفر ... فاسأل الرحمن لي صبراً جميلا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015