وأكثر الناس استنكروا الإنكار، على من والى عساكر المشركين، وركن إليهم، أو راح إلى بلادهم، وشهد كفرياتهم، ومبارزتهم لرب العالمين؛ بالقبائح والكفريات المتعددة، هذا مع قرب العهد، بدعوة شيخنا، والقراءة في تصانيفه، ورسائله وأصوله.
وهذا مما/يتبين/1 به ميل النفوس إلى الباطل، /ومسارعتها/2 إلي، /ومحبتها/3 له، قال تعالى: {وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ} 4. ويبلغنا عنك ما يسر، ولكننا/نرجو/5 لنا، ولك فوق ذلك مظهرا. وبعض الإخوان ما كبر همه بهذه القضية، ولا اشتد إنكاره، ولا ظهر منه غضب لله وحمية لدينة، وأنفة من ذهاب الإسلام، وهدم قواعده، وإن أنكر بعضهم، وذم ذلك وتبرأ منه؛ لكنه مع الهوينا في ذلك، ولين الجانب، ومحبة للأغراض، وعدم البحث. وأظن الشيطان قد بلغ مراده منهم في ذلك، واكتفى به لما فيه من الغرض، ولعلمه بغائلته، وغايته، وأن الدين لا يستقيم معه؛ قال تعالى: {فَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً} 6 أي بالقرآن.
وللشيطان وأعوانه غرض في المداهنة؛ لأنها وسيلة إلى السلم ووضع الحرب بين الطائفتين، قال تعالى-: {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} -7 شعر:
وثمود 8 لو لم يدهنوا في ربهم
لم تدم ناقتهم بسيف قدار 9.