قبري عيدا" 1 وقال: "اللهم لا تجعل قبري يعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" 2. وفي اتخاذها عيدا من المفاسد ما يغضب من أجله من كان في قلبه وقار لله، وغيرة على التوحيد –ولكن "ما لجرح بميت إيلام"3 منها- الصلاة إليها، والطواف بها، واستلامها، وتعفير الخدود على ترابها، وعبادة أصحابها، وسؤالهم النصر والرزق والعافية، وقضاء الديون، وتفريج الكربات التي كان عباد الأوثان يسألونها أوثانهم.

وكل من شم أدنى رائحة من العلم، يعلم أن من أهم الأمور سد الذريعة إلى ذلك وأنه صلى الله عليه وسلم أعلم بعاقبة ما نهى عنه،/وما/4 يؤول إليه.

وإذا لعن من اتخذ القبور مساجد يعبد فيها، فكيف بملازمتها واعتياد قصدها وعبادتها؟!.

ومن جمع بين سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في القبور، وما أمر به، وما نهى عنه، وما عليه أصحابه؛ وبين ما عليه أكثر الناس اليوم، رأى أحدهما مضادا للآخر. فنهى عن اتخاذها مساجد، وهؤلاء يبنون عليها المساجد؛ ونهى عن تسريجها، وهؤلاء يوقفون عليه الوقوف على إيقاد القناديل عليها/ 5؛ ونهى أن تتخذ عيدا،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015