ويشترط أن لا يكون عليه مفسدة، كما قال تعالى: {وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ} 1. وقد أخذ بعض الناس من هذا أن "درء المفاسد يقدم على جلب المصالح"2كما هو مقرر في علم الأصول.
ثم إن الآية -آية الغلظة- مدنية3، بعد تمكن الرسول وأصحابه من الجهاد باليد، وظهور الاستمرار على الكفر من أعدائهم. فوقعت الغلظة في مركزها حيث لم ينفع اللين، وأسعد الناس بوراثة الرسول /صلى الله عليه وسلم/4 في دعوة الخلق، أكملهم متابعة له في هذا.
وكان الصديق /رضي الله عنه/5 أكمل الناس، ولذلك أسلم على يديه وانتفع به أمم كثيرة، بخلاف غيره؛ فقد قيل لبعضهم "إن منكم منفرين" 6.
والقصد من التشريع والأمر، تحصيل المصالح ودرء المفاسد حسب الإمكان، وقد