وقوله: " ... ومن /يكره/1 أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه".2 وقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ} 3 فالعود في مثل هذا الموضوع عود مقيد، صريح بالعود إلى أمر كان عليه الرسل وأتباعهم، لا يحتمل غير ذلك، ولا يقال إنّ العود في مثل هذا يكون عوداّ مبتدأ، وما ذكر من الشواهد أفعال مطلقة ليس فيها: /إن عاد لكذا/4 ولا عاد فيه. قال: ولهذا سُمِّي المرتدُّ عن الإسلام مرتداًَ /وإن كان عاد على الإسلام/5 ولم يكن كافراً عند عامة العلماء.
قال: وأما قولهم إن شعيباً والرسل ما كانوا في ملتهم قط، وهي ملة الكفر؛ فهذا فيه نزاع مشهور، وبكل حال فهو خبر يحتاج إلى دليل عقلي، وليسس في أدلة الكتاب والسنة والإجماع ما يخبر بذلك. وأما العقل ففيه نزاع والذي تظاهر عليه أهل السنة أنه ليس في العقل ما يمنع ذلك.
وقال أبو بكر الخطيب البغدادي6: (وقال كثير منهم ومن أصحابنا وأهل الحق