الشفعاء، كنفي علم الرب تعالى بهم، المستلزم لنفي المعلوم، ولا يمكن أعداء الله المكابرة، وأن يقولوا قد علم الله جود ذلك، لأنه تعالى، إنما يعلم وجود ما أوجده وكونه، ويعلم أنه سيوجد ما يريد إيجاده، فهو يعلم نفسه وصفاته ومخلوقاته التي لم توجد بعد.

وأما وجود شيء آخر غير /مخلوق/1 له ولا مربوب، فالرب تعالى لا يعلمه، لأنه يستحيل2 في نفسه، فهو سبحانه يعلمه مستحيلاً، /فكذلك/3 حجج الرب تبارك وتعالى، على بطلان ما نسبه إليه أعداؤه المفترون4 التي هي كالضريع الذي لا يسمن ولا يغني من رجوع. فإذا وازنت بينهما ظهرت لك المفاضلة، إن كنت بصيراً. {وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً} 5، انتهى6.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015