فكم من صحيح بات للموت آمناً ... أتته المنيا بغتة بعدما هجع
فلم يستطع إذ جاءه الموت بغتة ... فراراَ ولا منه بقوته امتنع
فأصبح تبكيه النساء مُقَنّعاً ... ولا يسمع الداعي وإن صوته رفع
وقُرِّب من لحد فصار مقيله ... وفارق ما قد كان بالأمس قد جمع
فلا يترك الموت الغني لماله ... ولا معدماً في المال ذا حاجة يدع
قال الحسن رحمه الله في قوله "فما نحن بميتين إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين "قيل: لا. قالوا: "إن هذا لهو الفوز العظيم".
نهوى الحياة ولو صحّت عزائمنا ... لما صرفنا إلى الخداعة الهمما
لو عِلْمنا عَلِمَت شمُّ الجبال به ... أزال ذلك من آنافها الشمما
إن الشخوص التي كانت رجاحتها ... توازن الهُضب صارت في الثرى رمما
عمَّتْهموا حادثات غير مُبْقية ... شيئاً فلم تبق أبداناً ولا قمما
قال بعض السلف: إعمل للدنيا على قدر مكثك فيها واعمل للآخرة على قدر مكثك فيها وقال لقمان لابنه: يا بني لكل إنسان بيتان ... بيت غائب وبيت شاهد. فلا يُلهينّك بيتك الشاهد الذي فيه عمرك القليل عن بيتك الغائب الذي فيه عمرك الطويل. وقال بعضهم: لابن آدم بيتان بيت على الأرض وبيت في بطن الأرض فعمد إلى الذي على وجه الأرض فزخرفه وزيّنه وجعل فيه أبواباً للشمال وأبواباً للجنوب ووضع فيه ما يصلحه لشتائه وصيفه ثم عمد