واخو الحَضْر إذ بناه وإذ دِجـ ... لة تُجبى إليه والخابور

شادَهُ مرمراً وجلّله كِلْـ ... ساً فللطير في ذُراه وُكور

لم يَهَبْه ريب المنون فباد الـ ... ـملك عنه فبابه مهجور

وتذكر رب الخوَرْنق إذ أشـ ... ـرف يوماً وللهدى تفكير

سرَّهُ ما له وكثرة ما يمـ ... ـلك والبحر معرضاً والسّدير

فارعوى قلبه وقال وما غِبـ ... ـطة حيّ إلى الممات يصير

وفي كتاب التوابين لابن قدامة أن ملكاً من ملوك أهل البصرة تنسّك ثم مال إلى الدنيا والسلطان فبنى داراً وشيدها. وأمر بها ففرشت له ونجّدت. واتخذ مائدة وصنع طعاماً ودعا الناس فجعلوا يدخلون عليه ويأكلون ويشربون وينظرون إلى بنيانه ويعجبون من ذلك ويدعون له ويتفرقون:

فمكث بذلك أياماً حتى فرغ من أمر الناس. ثم جلس ونفر من خاصة إخوانه فقال: قد تروْن سروري بداري هذه وقد حدّثت نفسي أن اتخذ لكل واحد من ولدي مثلها فأقيموا عندي أياماً استمتع بحديثكم وأشاوركم فيما أريد من هذا البناء لولدي. فأقاموا عنده أياماً يلهون ويلعبون ويشاورهم كيف يبني لولده وكيف يريد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015