إذا تبين ما تقدم فاعلم أن هناك آثاراً أخرى يجدها الإنسان في نفسه ملازمة له كلزوم صفاته وهي انشراح الصدر والأنس الذي يحصل للمؤمن نتيجة خلوّ القلب من التعلق بغير مُتَعَلّقة الحق ونتيجة الشفاء والعافية من أدواء القلب الموجبة مُلاَزَمَة الألم والهم المتواصل والغم الذي ينغمر في بحره قلب المعرض عن إلهه الحق، لكن ليس المعنى أن المؤمن لا يغتم ولا يصيبه الهم فلابد من ذلك لكنه عارض ويزول إذ الأصل الأنس والسرور، كما أنه ليس المعنى أن الكافر والفاجر لا يُسَرّ وإنما سروره عارض ليس كما في قلب المؤمن، فَيُسَرّ بدنياه وشهواته وثمار غفلاته وجهله، وهذه كلها تفعل فعل المخدّر الذي يُوَاري الألم والغم والهم مع وجوده وثباته بل وزيادته، وهذه الأحوال لا فكاك منها.