ونلاحظ أن عمر بن عبد العزيز كان يهتم بمصادر متنوعة بجمع المعلومات، لعلمه أن المعرفة الدقيقة بأمور الرعية والولاة تحتاج لجمع معلومات صحيحة التي يبني عليها التوجيهات والأوامر والنواهي النافعة للأمة والدولة.

لقد آتت هذه المتابعة الدقيقة من عمر لعماله والتوجيهات التفصيلية لهم ثمارها في إستقرار أحوال الأقاليم، كما أن هذه التوجيهات والمتابعة من عمر جعلت العمال والولاة في حالة تحفز دائمة للعمل حيث كانت تلك التوجيهات تقع في نفوسهم بمكان، فحدث إبراهيم بن جعفر عن أبيه قال: رأيت أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم يعمل بالليل كله بالنهار لاستحثاث عمر إياه (?).

وكان رحمه الله يرسل المفتشين في الأقاليم ليا توه بالأخبار: فقد بعث على خراسان ثلاثة مفتشين، يبحثون في ظلامات الناس من نظام خراجها، الذي قرره عدي بن أرطاة على الأهالي وأرسل مفتشاً إلى العراق، ليا تيه بأخبار الولاة والناس فيها (?). ولقد أعلن عمر في إطار متابعته لشؤون الدولة ما يمكن تسميته بالرقابة العامة، إذ كتب لا هل الموسم في يوم الحج الأكبر: ... إني برئ من ظلم من ظلمكم ... ألا وإنه لا إذن على مظلوم دوني، وأنا معوِّل كل مظلوم ألا وأي عامل من عمالي رغب عن الحق، ولم يعمل بالكتاب والسنة فلا طاعة له عليكم. .. ألا وأيما وارد في أمر يصلح الله به , خاصة أو عامة , فله ما بين مائة دينار إلى ثلاثمائة دينار، على قدر ما نوى من الحسبة (?). فقد أعلن في أكبر تجمع إسلامي، بل شجع ماديا ومعنويا على مراقبته، ومراقبة عماله، والإفصاح عن كل ما لا يوافق الكتاب والسنة، وبطبيعة الحال فالأمة الإسلامية لا تحتاج إلى غير تعاليم الكتاب والسنة، إذا كان الإلتزام بها هدف منشود (?).

رابعاً: التخطيط في إدارة عمر بن عبد العزيز:

يعرف التخطيط في معناه العام بأنه: العملية التي تتخذ لتلبية إحتياجات المستقبل، وتحديد وسائل تحقيقها (?)، كما عرف التخطيط بأنه: الجسر بين الحاضر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015