إلى الكفر كما جرى لكثير من الأمم الخالية (?). وقد منع عمر من اتخاذ البناء لقبره وأوصى بذلك مع أنه كان في الزمن الذي فيه العقيدة صافية نقية إذا قورن ذلك الزمان بما بعده، ولكن لفهمه الصحيح لمقاصد السنة ولاتباعه المنهج الصحيح منهج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وفقه الله تعالى للوصية بأن لا يبني على قبره خشية أن يتخذ مسجداً فحسم الموقف قبل أن يستفحل، ولا شك أن ما ذهب إليه عمر هو ما يدل عليه الحديث الصحيح الذي رواه مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر وأن يقعد عليه وأن يبني عليه (?).

خامسا: مفهوم الإيمان عند عمر بن عبد العزيز

خامساً: مفهوم الإيمان عند عمر بن عبد العزيز: قال عدي بن عدي. قال: كتب إليّ عمر بن عبد العزيز أما بعد: فإن الإيمان فرائض وشرائع وحدوداً، وسنناً فمن استكملها استكمل الإيمان، ومن لم يستكملها لم يستكمل الإيمان، فإن أعش فسأبينها لكم حتى تعملوا بها، وإن أمت فما أنا على صحبتكم بحريص (?)،، وعن جعفر بن برقان قال: كتب إلينا عمر بن عبد العزيز أما بعد: فإن عرى الدين وقوائم الإسلام الإيمان بالله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، فصلوا الصلاة لوقتها (?). بين عمر بن عبد العزيز أن الإيمان فرائض أي: أعمالاً مفروضة كالصلاة والحج والصوم، وشرائع أي: عقائد دينية كالإيمان بالله وملائكته، وحدوداً أي: منهيات ممنوعة كشرب الخمر والزنا، وسنناً أي مندوبات كإماطة الأذى عن الطريق، وغيرها من المندوبات فهذه الأمور كلها من الإيمان (?)، وهذا المأثور عن عمر هو الحق الذي يدل عليه الكتاب والسنة وأقوال السلف الصالح، فالإيمان عند أهل الحق: قول اللسان، وتصديق بالجنان وعمل بالأركان (?)، فمن الأدلة الدالة على أن الإيمان قول باللسان قوله تعالى: ((قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ)) (البقرة: آية: 136). وقوله صلى الله عليه وسلم: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قال لا إله إلا الله فقد عصم مني

طور بواسطة نورين ميديا © 2015