(البقرة، الآية: 20). ومن السنة حديث أبي مسعود البدري لما ضرب غلامه قال له النبي صلى الله عليه وسلم: اعلم يا أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام (?).
هذه بعض الأثار التي تدل على إثبات عمر بن عبد العزيز لصفات الله تعالى على أصول منهج أهل السنة والجماعة.
رابعاً: نهيه عن اتخاذ القبور مساجد: عن إسماعيل بن أبي حكيم أنه سمع عمر بن عبد العزيز يقول: آخر ما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قال: قاتل الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد لا يبقى ـ أو قال: لا يجتمع: دينان بأرض العرب (?)، حدثنا حصين، أن عمر بن عبد العزيز نهى أن يبنى القبر بآجر وأوصى بذلك (?). والحديث الذي أرسله عمر رحمه الله ـ يبين تحذير رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته من اتخاذ القبور مساجد وبين أن ذلك فعل اليهود والنصارى والمسلم منهي عن الاقتداء بهؤلاء الضلال المغضوب عليهم بنص القرآن، ولا شك أن اتخاذ القبور مساجد والبناء عليها وتجصيصها مما أجمع على منعه سلف هذه الأمة كما مر عن عمر بن عبد العزيز حيث نهى أن يبني القبر بآجر وأوصى أن لا يفعل ذلك بقبر (?)، ولما أمر الوليد بن عبد الملك ببناء المسجد النبوي حين كان عمر عاملاً له على المدينة وإدخال حجرات الرسول صلى الله عليه وسلم ومنها حجرة عائشة رضي الله عنه ـ التي فيه قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبيه كان عمر بن عبد العزيز هو الذي جعل مؤخر القبر محدداً بركن، لئلا يستقبل قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيصلي إليه جعل ذلك حين إنهدم جدار البيت فبناه على هذا فصار للبيت خمسة أركان (?)،
والمقصود أن عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى قد سد منافذ الشرك بعلمه وحكمته كما تبين من نقل من شاهدوا بناء المسجد النبوي في عهد ولايته على المدينة النبوية، ولا شك أن نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ قبره وقبر غيره مسجداً كان خوفاً من المبالغة في تعظيمه والافتتان به، بل ربما أدى ذلك