نفسه وماله إلا بحقه وحسابه على الله (?). ومن الأدلة على أن أعمال القلوب من الإيمان قوله تعالى: ((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ .. )) (الأنفال: آية: 3). والوجل من أعمال القلوب.

وقد سمي في الآية إيماناً، ومن الأدلة على أن أعمال الجوارح من الإيمان قوله تعالى: (( .. وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ... )) (البقرة: آية: 143). يبين ذلك سبب نزول الآية حين سئل عليه السلام أرأيت الذين ماتوا وهم يصلون إلى بيت المقدس؟ فأنزل الله عز وجل (( ... وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ .. )). وفي هذا دلالة على أنه تعالى سمى صلاتهم إلى بيت المقدس إيماناً، فإذا ثبت ذلك في الصلاة ثبت ذلك في سائر الطاعات (?)، وكتب عمر بن عبد العزيز رسالة وفيها .. أسأل الله برحمته وسعة فضله أن يزيد المهتدي هدى، وأن يرجع بالمسيء التوبة في عافيته (?)، وفي قوله عن الحديث عند الإيمان، ... فمن استكملهن فقد استكمل الإيمان ومن لم يستكملهن لم يستكمل الإيمان (?). فهذه الآثار تبين أن الإيمان يزيد وينقص وهذا ما دل عليه الكتاب والسنة والآثار عن السلف الصالح. قال تعالى: ((تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا)) (الأنفال: آية: 2). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا إيمان لمن لا أمانة له (?)، ومن أقوال سلف الأمة قول البخاري: لقيت أكثر من ألف رجل من العلماء بالأمصار فما رأيت أحداً يختلف في أن الإيمان قول وعمل ويزيد وينقص (?).

سادساً: الإيمان باليوم الآخر:

الحديث عن الإيمان باليوم الآخر يشتمل على أمور كثيرة، فكل ما أخبر به الله ورسوله مما يكون بعد الموت من عذاب القبر ونعيمه، وما يكون من البعث والنشور، وما يكون في يوم القيامة من ثواب وعقاب وجنة ونار ... الخ وقد تحدث عمر بن عبد العزيز عن هذه الأمور منها:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015