والخلف. وقالوا: «سكت ألفًا ونطق خلفًا» أي رديئاً من الكلام. وفي الحديث: «يحمل هذا العلم من كل خلفٍ عدوله». قال الفراء: الخلف: من يجيء بعد، وأما الخلف فما أخذ لك بدلًا لا مما أخذ منك.
وتخلف فلانٌ فلانًا: إذا تأخر عنه أو جاء بعد آخر أو قام مقامه. قال الراغب: ومصدره الخلافة. قلت: حق مصدر تخلف وخلف خلافةً وهو خالفٌ أي رديءٌ أحمق. ويقال لمن يخلف آخر فيسد مسده: خلف. والخلف: أن يجيء كل واحد موضع الآخر. قال تعالى: {وهو الذي جعل الليل والنهار خلفةً} [الفرقان: 62]. وأمرهم خلفةٌ أي يأتي بعضهم خلف بعضٍ. وأصابته خلفةٌ كنايةٌ عن مشي البطن. وخلف فلانٌ فلانًا: إذا قام بالأمر بعده أو معه.
والخلافة: النيابة عن الغير لغيبته أو عجزه أو موته أو تشريف المستخلف، وعلى هذا الوجه الأخير استخلاف الله أولياءه في الأرض كما قال: {ليستخلفنهم في الأرض} [النور: 55]، وقوله: {إني جاعلٌ في الأرض خليفةً} [البقرة: 30] قيل: هو بمعنى فاعلٍ لأنه خليفة الله تعالى تشريفًا له بذلك أو لأنه خلف من كان قبله من جنٍّ إن صح؛ فالتاء فيه قياسٌ. وقيل: بمعنى مفعولٍ لأن الله تعالى استخلفه في أرضه؛ فالتاء فيه ليست بقياسٍ. وقيل: كالنطيحة والذبيحة.
وقوله: {وهو الذي جعلكم خلائف الأرض} [الأنعام: 165] جمع خليفةٍ نحو ظرائف وطريفةٍ. وخلفاء الأرض هو جمع خليفةٍ على معنى التذكير لا على اللفظ. والظاهر أنه جمع خليفٍ نحو ظريفٍ وظرفاء. والمخالفة: أن يأخذ كل واحدٍ طريقًا غير طريق الآخر في حاله أو فعله. قال تعالى: {وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه}