[هود: 88]. قال الأزهري: سألت أعرابيًا عن صاحبٍ لنا على الماء فقال- خالفني- أي ورد- وأنا صادرٌ. فالمعنى: لست أنهاكم عن شيءٍ وأدخل فيه.
وقوله: {وإذًا لا يلبثون خلافك إلا قليلًا} [الإسراء: 76] أي بعدك فتجوز بالمكان عن الزمان. وقرئ: «خلافك». وقوله: {بمقعدهم خلاف رسول الله} [التوبة: 81] قيل: بمعنى خلفهم كما تقدم. وقيل: بمعنى مخالفته، قاله الأزهري وجوزه الراغب أيضًا في قوله: {لا يلبثون خلافك} وهو بعيد.
قوله: {أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلافٍ} [الفائدة: 33] أي تقطع اليد من شق اليمين، والرجل من شق اليسار. وقوله: {فرح المخلفون} [التوبة: 81] أي المتروكون خلفه. قوله: {مع الخوالف} [التوبة: 87] يعني النساء والصبيان والشيوخ العاجزين، ووصفهم بذلك توبيخًا حيث اتصفوا بصفة المعجز. والخالف: المتخلف لنقصانٍ أو قصورٍ كالمتخلف. قال تعالى: {فاقعدوا مع الخالفين} [التوبة: 83].
والخالفة: عمود الخيمة المتأخر، ويكنى بها عن المرأة المتأخرة عن المرتجلين. وجمعها خوالف. ومنه كما تقدم {مع الخوالف}. ولا يجوز أن تكون الخوالف جمعًا لخالفٍ وهو الرجل غير النجيب لأن فاعل الوصف لا يجمع على فواعل في العقلاء إلا ما شذ، من قولهم: فارس وفوارس وناكس ونواكس. ووجدت الحي خلوفًا أي تخلفت نساؤهم عن رجالهم. ونقل أبو عبيد أنه يقال: حيٌ خلوفٌ بمعنى أنهم غيبٌ ظاعنون، ذكره في باب الأضداد. والخلف أيضًا حد الفأس الذي يكون إلى جهة الخلف. وهو ما تخلف من الأضلاع إلى ما يلي البطن. وشجر الخلاف كأنه سمي بذلك لأنه يخلف فيما يظن أو لأنه يخالف يخالف مخبره منظره.