ويقال: خالصة وأخلصة، وكان التاء للمبالغة نحو رواية. قوله تعالى: {خلصوا نجيًا} [يوسف: 80] أي انفردوا وتميزوا. وقوله: {ونحن له مخلصون} [البقرة: 139] راجع إلى ما قدمناه من أنه التبري من الشيء. فإخلاص المسلمين كونهم تبرؤوا مما يدعيه اليهود من التشبيه، والنصارى من التثليث. وقوله: {إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار} [ص: 46] اخترناهم بخصلةٍ خلصناها لهم. وقرئ بإضافة خالصةٍ لذكرى وبعدمها في السبع. وقد بينا وجهي ذلك في «الدر» و «العقد» وغير ذلك.
وقوله: {أستخلصه لنفسي} [يوسف: 54] أي أختص به مصطفيًا له لا يشركني فيه غيري. والإخلاص: قصد المعبود وحده بالعبادة، كما قال: {ولا يشرك بعبادة ربه أحدًا} [الكهف: 110].
خ ل ط:
قوله تعالى: {خلطوا عملًا صالحًا وآخر سيئاً} [التوبة: 102] أي فعلوا هذا تارةً وهذا أخرى. وأصل الخلط الجمع بين الشيئين فأكثر، سواء كانا مائعين أو جامدين، أو أحدهما جامدًا والآخر مائعًا. وهو أعم من المزج، فإنه يختص بالمائعات. قوله: {فاختلط به نبات الأرض} [يونس: 24] من ذلك.
والخليط: المجاور والشريك والصديق، ومنه: الخليط في الزكوات، والجمع خلطاء، قال تعالى: {وإن كثيرًا من الخلطاء} [ص: 24]. ويقع الخليط للواحد فأكثر، قال الشاعر: [من البسيط]
461 - إن الخليط أجدوا البين فانجردوا ... وأخلفوك عدى الأمر الذي وعدوا
وقال جرير: [من البسيط]