للجزء الذي يبقى من الإنسان على حالته فلا يتغير ترعرعه ما دام الإنسان حيًا. قال الراغب: ثم استعير للمبقي دائمًا. يعني أن أصله المكث الطويل.
والخلود في الجنة بقاء الأشياء التي عليها من غير أعراض فسادٍ تكون عليها. والخلد: الظن، ولذلك قالوا: وقع في خلدي كذا. وقوله تعالى: {ولكنه أخلد إلى الأرض} [الأعراف: 176] أي اطمأن وسكن إلى لذاتها، واطمأن إليها ظانًا أنه يخلد فيها. قوله تعالى: {ولدن مخلدون} [الواقعة: 17] مبقون كأهل الجنة. وحقيقته أنهم لا يتغيرون عن حالتهم التي هم عليها من الوصافة وسن الحداثة. وقيل: مفرطون، أي يكون في آذانهم القرطة، أي حلق من ذهبٍ وفضة. والجمع خلدةٌ والواحد خلدٌ، كما يقال: قرطٌ وقرطة. والإخلاد: البقية والحكم بها. ومنه: {ولكنه أخلد إلى الأرض} أي حكم بذلك ظنًّا منه، كما تقدم.
خ ل ص:
قوله تعالى: {إنه كان مخلصًا} [مريم: 51]. الخلوص أصله التقصي من الشيء وعدم الشركة فيه. وقرئ «مخلصًا» بكسر اللام بمعنى أخلص نفسه وطاعته لله، وبفتحها بمعنى أن الله أخلصه واصطفاه. كقوله: {إني اصطفيتك على الناس} [الأعراف: 144]. وكل ما في هذا القرآن من هذا اللفظ إذا لم يكن بعده «الدين» قرئ بالوجهين على هذين المعنيين نحو: {إنه من عبادنا المخلصين} [يوسف 24] بخلاف {مخلصين له الدين} [الأعراف: 29] فإنه لا يليق به الفتح. وقيل: الخالص الصافي. وقال آخرون: الفرق بينهما أن الخالص ما زال عنه شوبه بعد أن كان والصافي أعم من ذلك. يقال: خلصته فخلص خلوصًا. قال الشاعر: [من الوافر]
460 - خلاص الخمر من نسج الفدام