قوله تعالى: {واختلاف ألسنتكم وألوانكم} [الروم: 22] إشارةٌ إلى بليغ قدرته في اختلاف الإنشاء من سواد وبياضٍ. ثم البياض متفاوتٌ في نفسه إلى أنواعٍ يقصر عنه التعبير وكذا باقيها، وفيه دلالةٌ على اختلاف الصور التي تختص كل صورةٍ منها بهيئةٍ غير هيئة الأخرى مع كثرة عددهم واتحاد أصلهم. ويعبر بالألوان عن الأجناس والأنواع، يقال: فلانٌ أتى بألوانٍ من الطعام وأنواعٍ من الطعام.
واللون -أيضًا -النخل وهو ما عدا البرني والعجوة تسميها أهل المدينة الألوان وقيل: اللون نوعٌ منه وهو الدقل، ومنه قول عمر بن عبد العزيز فيما كتب به إلى عماله: «يؤخذ في البرني من البرني وفي اللون من اللون». قالوا: اللون: الدقل وجمعه ألوانٌ، ومن ذلك قوله تعالى: {ما قطعتهم من لينة} [الحشر: 5] أي من نخلةٍ غير ما ذكر، فسكنت الواو بعد كسرةٍ فقلبت ياءً نحو قيمةٍ. وفسرها بالنخلة الناعمة، قال: ومخرجه مخرج فعلةٍ نحو حنطةٍ، قال: ولا يختص بنوعٍ دون نوعٍ، وما قاله غيره هو المشهور إلا أن الظاهر معه لقوله: {ما قطعتم من لينةٍ} الآية؛ فإن ذلك لا يختص بنوعٍ دون نوعٍ. وقد أدخل الراغب هذه اللفظة في مادة (ل ي ن) والصواب أنها من مادة (ل ون) كما قدمته.
ل وهـ:
قد تقدم أن الجلالة المعظمة أصلها لوه أولوه من لاه يلوه: إذا ارتفع، وقد تقدم القول في ذلك مشبعًا فأغنى القول عن إعادته هنا.
ل و:
حرف امتناعٍ لامتناعٍ، هذه عبارة القدماء، وأورد عليها قوله تعالى: {ولو أنما في الأرض من شجرةٍ أقلامٌ} [لقمان: 27] الآية، وذلك لأن امتناع النفي إثباتٌ، وامتناع الإثبات نفيٌ، فيلزم محذورٌ عظيمٌ. وأورد عليها قوله عليه الصلاة والسلام: «نعم العبد صهيبٌ لو لم يخف الله لم يعصه» وذلك أبي الحذاق أن يجعلوا قول امرئ القيس: [من الطويل]