1478 - ولو أن ما أسعى لأدنى معيشةٍ ... كفاني، ولم أطلب، قليلٌ من المال

من التنازع، وهذا كله قد حققناه في غير هذا، وإنما نذكره منبهةً على الأصول. فالصواب عبارة سيبويه أنها حرفٌ لما كان سيقع لوقوع غيره. وبعضهم يعبر عنها بأنها حرف شرطٍ في الماضي، وتخلص المضارع للمضي كقوله تعالى: {لو يعطيكم}، ويقع في المستقبل كقول توبة: [من الطويل]

1479 - ولو أن ليلى الأخيلية سلمت ... علي ودوني جندلٌ وصفائح

لسلمت تسليم البشاشة أو زقا ... إليها صدى من جانب القبر صائح

وتقع بمعنى إن كقوله تعالى: {لو تركوا من خلفهم ذريةً ضعافًا خافوا عليهم} [النساء: 9] وهو أحد القولين في قوله -صلى الله عليه وسلم -: «لو لم يخف الله» وقول الآخر: [من البسيط]

1480 - قومٌ إذا حاربوا شدوا مآزرهم ... دون النساء ولو باتت بأطهار

أي، وإن باتت.

وتكون «لو» للتمني، ولذلك ينصب المضارع في جوابها كقوله: {فلو أن لنا كرة فنكون} [الشعراء: 102] في إحدى القراءتين. وتكون حرفًا مصدريًا كأن عند بعضهم، بشرط أن يتقدمها ود كقوله تعالى: {يود أحدهم لو يعمر} [البقرة: 96] {ودوا لو تدهن} [القلم: 9] أي يود التعمير والإدهان. وفيها كلامٌ ليس هذا وضعه. والفصيح في واوها عند التقاء الساكنين الكسر نحو: {لو استطعنا لخرجنا معكم} [التوبة: 42]. وقرئ بضمها حملًا على واو الضمير كما حملت واو الضمير عليها، فقرئ بكسرها نحو: {اشتروا الضلالة} [البقرة: 175].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015