تراث اليونان إلى العربية1.

وعقب ظهور الإسلام وقيام الدولة العربية الإسلامية التي ضمت أيضا الشام والعراق بدأت السريانية واللهجات الآرامية الأخرى تفقد قيمتها في التعامل اليومي. ولكن حركة التأليف بالسريانية استمرت في العصر الإسلامي على الرغم من التناقص المطرد لعدد المتحدثين بالسريانية وبباقي اللهجات الآرامية وكانت هذه المؤلفات السريانية المدونة في العصر الإسلامي انعكاسًا لتراث اليونان والسريان من جانب والتراث العربي الإسلامي من الجانب الآخر، ومن أهم المؤلفين السريان الذين عاشوا في عصر الحضارة الإسلامية وتمثلوا جوانب كثيرة من علوم القدماء والعلوم العربية أبو الفرج بن العبري، المتوفى 1286م. وقد ألف ابن العبري كتبا كثيرة، بعضها بالعربية وبعضها بالسريانية. وفي كتب ابن العبري تلتقي معرفته بتراث اليونان والتراث السرياني المسيحي والتراث العربي الإسلامي لتكوِّن الروافد الأساسية لكتبه في فروع المعرفة المختلفة: التاريخ والطب وعلوم اللغة2.

وهناك جوانب اتصال كثيرة بين السريانية والعربية في اللغة والحضارة، فقد انتقلت كلمات كثيرة من السريانية إلى العربية، وبعض هذه الكلمات ليست أصلا في السريانية، فأكثر الكلمات اليونانية التي دخلت إلى العربية مثل كلمة "فيلسوف" انتقلت من السريانية، وخصوصا المصطلحات الفلسفية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015