هي إحدى لهجات المجموعة الشرقية من الآرامية، ولذا ينبغي ألا يختلط انتماء السريانية إلى الآرامية الشرقية بانقسام السريانية ابتداء من القرن الخامس الميلادي إلى سريانية شرقية وسريانية غريبة. لقد حدثت اختلافات عقيدية في إطار المسيحية السريانية أدت إلى انشطارها إلى فرقتين: النساطرة واليعاقبة: والنساطرة هم السريان الشرقيون الذين كانوا خاضعين آنذاك للدولة الفارسية، أما اليعاقبة فهم السريان الغربيون الخاضعون آنذاك لحكم الرومان. وقد أدى هذا الانقسام أيضا إلى تطور الخط السرياني. وهو خط أبجدي، في اتجاهين.

وترجع الأهمية التاريخية للسريانية إلى أنها كانت المعبر الذي انتقلت عليه الثقافية اليونانية إلى الحضارة العربية الإسلامية، فبعد غزو الإسكندر لمصر والشام في القرن الرابع قبل الميلاد بدأت هذه المناطق تدخل شيئًا فشيئًا في إطار الثقافة اليونانية. وهنا تحدث صحوة التراث الهيليني تمزجه بالروح الشرقية فتبدأ مرحلة جديدة للحضارة يطلق عليها الحضارة الهيلينستية. والحضارة الهيلينية هي حضارة اليونان في جنوب أوربا في عصرها المبكر، والحضارة الهيلينستية هي حضارة اللغة اليونانية في مصر والهلال الخصيب بعد فتح الإسكندر وقبل الفتح الإسلامي. نقل السريان كتبا كثيرة من التراث اليوناني وشروحها الهيلينستية من اليونانية إلى السريانية، وكان السريان أيضا نقلة هذا التراث إلى اللغة العربية في عصر الحضارة الإسلامية، ولذا تعد الترجمات السريانية ذات أهمية في نقل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015