علم اللغه (صفحة 64)

ما يبذله الأدباء والكُتَّاب في كل عصر للنهوض باللغة1.

والاتجاه الثاني: يتمثل في التخصص في دراسة فرع واحد أو بعض مسائل من فرع من بحوث اللغة, ولذلك انصرف المحدثون من علماء اللغة عما كان يحاوله القدامى من معالجة جميع المسائل، وآثر كلٌّ منهم التفرع لناحية من البحوث اللغوية, وكان لهذا الاتجاه فضل كبير في النهوض بمختلف شعب هذا العلم.

ومن بين هذه الشعب, خمس شعب اتسع نطاق البحث فيها اتساعًا كبيرًا في هذا العصر، وتخصص في دراستها كثير من العلماء, واستأثرت بقسطٍ وافر من نشاطهم، فوصلت إلى شأو عظيم في النضج والكمال بعد أن لم تكن شيئًا مذكورًا في المراحل السابقة، وهي: الفونيتيك" Phonetique, أو دراسة اللهجات العامية3، و"السيكولوجيا اللغوية" Psychologie Linguistique, أو علم النفس اللغوي، وهو دراسة العلاقة بين الظواهر اللغوية والظواهر النفسية بمختلف أنواعها, وبيان أثر كل منها في الآخر4، "والسيمنتيك" Semantique, أو دراسة اللغة من ناحية الدلالة5، و"السوسيولوجيا اللغوية" Sociologie Linguistique, أو علم الاجتماع اللغوي، وهو دراسة العلاقة بين اللغة والظواهر الاجتماعية, وبيان أثر المجتمع ونظمه وتاريخه وتركيبه وبنيته ... في مختلف الظواهر اللغوية6.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015