علم اللغه (صفحة 63)

إحداها: "المدرسة الإيطالية" التي كان العلامة أسكولي صلى الله عليه وسلمscoli من أبرز أعضائها, فقد ذهبت هذه المدرسة في تعليل كثير من الظواهر اللغوية مذهبًا يختلف عن آراء المحدثين من علماء القواعد، ولا يتفق في بعض مظاهره مع القول بجبرية الظواهر اللغوية.

وثانيتها: "المدرسة الإنجليزية" التي كان الأستاذان سيس Sayce وسويت Sweet الإنجليزيان, والعلامة جيسبرسن Jespersen الدانيمركي من أظهر ممثليها, فقد أنكرت هذه المدرسة جبرية الظواهر اللغوية, وذهبت إلى أن جميع هذه الظواهر بما في ذلك التطورات الصوتية نفسها, ترجع أهم أسبابها إلى أمور يقوم بها الأفراد, وتنتشر عن طريق التقليد1, ولعل هذه المدرسة قد تأثرت فيما ذهبت إليه بنظرية العلامة الفرنسي جبرائيل تارد Tarde, الذي يذهب إلى أن جميع الظواهر الاجتماعية فردية المنشأة وتصبح اجتماعية عن طريق التقليد2.

وثالثتها: طائفة يمثلها العلامة الفرنسي بريال رضي الله عنهreal, فقد سلمت هذ الطائفة، مع شيء من التحفظ، بمذهب الجبرية فيما يتعلق بظواهر الصوت "موضوع الفونيتيك"، ولكنها خالفت هذا المذهب فيما يتعلق بظواهر الدلالة "موضوع السيمنتيك"، فذهبت إلى أن كل التغيرات التي تحدث في مدلولات اللغة عبارة عن إصلاحات مقصودة أو شبه مقصودة, تعتمد على جهود يقوم به الناطقون بهذه اللغة, وتسير بها دائمًا إلى حيث الكمال، وأن من أهم هذه الجهود

طور بواسطة نورين ميديا © 2015