بهذا القلب الجسماني تعلق, وتلك هي حقيقة الإنسان وهو المدرك العالم العارف من الإنسان وهو المخاطب والمعاقب والمعاتب والمطالب, ولها علاقة مع القلب الجسماني, وتعلقه به يضاهي تعلق الأعراض بالأجسام والأوصاف بالموصوفات"1.

"وأما العقل فله معنيان أيضا أحدهما أنه قد يطلق ويراد به العلم بحقائق الأمور، فيكون عبارة عن صفة العلم الذي محله القلب, والثاني أنه قد يطلق ويراد به المدرك للعلوم فيكون هو القلب, أعني تلك اللطيفة.. ", ثم يقول الغزالي: "فإذن قد انكشف لك أن هذه الأسماء موجودة وهي القلب الجسماني والروح الجسمانية والنفس الشهوانية والعلوم, فهذه أربعة معانٍ يطلق عليها الألفاظ الأربعة, ومعنى خامس وهي اللطيفة العالمة المدركة من الإنسان والألفاظ الأربعة بجملتها تتوارد عليها"2.

والآن لنرجع إلى رأي الإسلام في تلك الحقائق الروحية في الطبيعة الإنسانية, وقد قلنا: إن الآيات والاحاديث قد تحدثت عن أربعة أمور في الطبيعة الروحية والسيكولوجية.

أما النفس فقد ذكر الله تعالى أنه خلق الناس من نفس واحدة, وقد وصف هذه النفس بعدة أوصاف: منها النفس المطمئنة {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ, ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً, فَادْخُلِي فِي عِبَادِي, وَادْخُلِي جَنَّتِي} ووصفها مرى أخرى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015