ذلك كله مزج الحق بالباطل، فالأول: محبة الصالحين.

والثاني: فعل أناس من أهل العلم شيئا أرادوا به خيرا، فظن من بعدهم أنهم أرادوا به غيره.

وفيه تفسير الآية التي في سورة نوح وبيان جبلة الآدمي، في كون الحق ينقص في قلبه والباطل يزيد.

وفيه شاهد لما نقل عن السلف أن البدع سبب الكفر.

وفيه بيان سبب محبة الشيطان للبدعة لمعرفته بما تؤول إليه، ولوحسن قصد الفاعل.

وفيه معرفة القاعدة الكلية، وهي النهي عن الغلو ومعرفة ما يؤول إليه.

وفيه مضرة العكوف على القبر لأجل عمل صالح. ومعرفة النهي عن التماثيل والحكمة في إزالتها. ومعرفة شأن هذه القصة وشدة الحاجة إليها مع الغفلة عنها.

وفيه فائدة وهي أعجب وأعجب: قراءة بعض أهل الزمان هذه المسألة إياها في كتب التفسير والحديث، ومعرفتهم بمعنى الكلام، وكون الله حال بينهم وبين قلوبهم حتى اعتقدوا أن فعل قوم نوح أفضل العبادات، واعتقدوا أن نهي الله ورسوله هو الكفر المبيح للدم والمال.

وفيه التصريح بأن هؤلاء الذين دعوا صور الصالحين لم يريدوا إلا الشفاعة من الصالحين وظنهم أن الناس الذين صوروا الصور أرادوا ذلك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015