ويسوق الشيخ حديثا عن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم. إنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله" أخرجه البخاري في صحيحه1. ثم ذكر الشيخ رحمه الله تعالى حديثا عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إياكم والغلو، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو". رواه أحمد في المسند (ج1 ص 215 وص 347) .
ولمسلم عن ابن مسعود: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "هلك المتنطعون قالها ثلاثا".
يقول الشيخ فيه: أن من فهم هذا الباب وبابين بعده ويعني بهما باب ما جاء في التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح فكيف إذا عبده؟، وباب ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثانا تعبد من دون الله. قال الشيخ: من فهم هذه الأبواب الثلاثة تبين له غربة الإسلام، ورأى من قدرة الله، وتقليبه للقلوب العجب. وفيه معرفة أول شرك حدث في الأرض: أنه بشبهة الصالحين. وأول شيء غير به دين الأنبياء، وسبب ذلك مع معرفة أن الله أرسلهم.
وفيه قبول الناس البدع، مع كون الشرائع والفطر تردها. وأن سبب