وفيه: البيان العظيم في قوله: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم" فصلوات الله وسلامه على من بلغ البلاغ المبين. ونصيحته إيانا بهلاك المتنطعين. والتصريح بأنها لم تعبد حتى نسي العلم، ففيها بيان معرفة قدر وجوده، ومضرة فقده. وأن سبب فقد العلم موت العلماء1.
وتحت باب ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثانا تعبد من دون الله أورد الشيخ أن مالكاً روى في الموطأ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد. اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد".
ولابن جرير بسنده عن سفيان عن منصورعن مجاهد: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى} (النجم: 19) - قال: كان يلت لهم السويق فمات فعكفوا على قبره".
وكذا قال أبو الجوزاء عن ابن عباس كان يلت السويق للحاج.
ويقول الشيخ في ملخصه عن ابن تيمية:
سبب عبادة اللات تعظيم قبر رجل صالح وهذه هي العلة في تغليظه صلى الله عليه وسلم في النهي عن اتخاذ قبور الصالحين مساجد، ونهيه عن الصلاة في المقبرة وقد نبه عليها بقوله: "اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد" وقد ذكرهذه العلة