ومحبة رسله، ولكن هذه لله أصلا وللرسل تبعا لحق الله.
فأهل الرسل يعرفون الفرقان بين هذه الحقوق الثلاثة فيقومون بعبودية الله وإِخلاص الدين له ويقومون بحق رسله وأوليائه على اختلاف منازلهم ومراتبهم.. والله أعلم"1.
وأورد الشيخ تحت باب ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين، أدلة مناسبة من الكتاب والسنة، مثل قول الله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ} (النساء: 171) . واختصر الشيخ ما في صحيح البخاري: عن ابن عباس رضي الله عنهما في قول الله تعالى: {وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُوَاعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً} (نوح: 23) . قال: "هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم: أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصابا، وسموها بأسمائهم، ففعلوا، ولم تعبد، حتى اذا هلك أولئك ونُسي العلم عبدت".
ثم يقول الشيخ: وقال ابن القيم: قال غير واحد من السلف: "لما ماتوا عكفوا على قبورهم، ثم صوروا تماثيلهم، ثم طال عليهم الأمد فعبدوهم".