قال الشيخ: "اعلم رحمك الله أن معنى لا إله إلا الله نفي وإثبات، لا إله نفي، إلا الله إثبات. تنفي أربعة أنواع وتثبت أربعة أنواع، المنفي: الآلهة والطواغيت، والأنداد، والأرباب - فالإله ما قصدته بشيء من جلب خير أو دفع ضر، وما قصدته كذلك فأنت متخذه إلها. والطواغيت من عبد وهو راض أو ترشح للعبادة. والأنداد ما جذبك عن دين الإسلام من أهل أو مسكن أو عشيرة أو مال، فهو ند لقوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ} - والأرباب من أفتاك بمخالفة الحق وأطعته، لقوله تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} .
وتثبت أربعة أنواع: (القصد) كونك ما تقصد إلا الله، والتعظيم
والمحبة لقوله عز وجل: {وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ} والخوف والرجاء لقوله
تعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} ، والبراءة من الشرك وأهله كما فعل إبراهيم كسر الأصنام وتبرء من عبادها. قال الله تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ ... } الآية (الممتحنة: 4) .
هذا ما تنفيه وتثبته كلمة لا إله إلا الله 1.