فلا إله إلا الله تجمع الدين كله، والأعمال الصالحة الخالصة كلها من لا إله إلا الله 1. ولذا كانت: "لا إله إلا الله " كلمة التوحيد، وكلمة الفرقان، الفارقة بين الكفر والإيمان وكلمة التقوى، والعروة الوثقى، وشعار الحنيفية ملة إبراهيم، وهي الكلمة التي جعلها إبراهيم عليه السلام كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون، والتي خلقت لأجلها المخلوقات وبها قامت الأرض والسموات، ولأجلها أرسلت الرسل وأنزلت الكتب.
فمن قالها لا بد أن يأتي بحقها، وهو العمل بمقتضاها، ومعاداة من خالفها وإن كانوا من القرابة، فإن أبا طالب لم يمتنع من قول "لا إله إلا الله " إلا من أجل ملة عبد المطلب، لأنه لو قالها، لكان معنى ذلك البراءة من آبائه. ولذا يقول الشيخ في المسائل من باب قول الله تعالى: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ... } من كتاب التوحيد، فيه "المسألة الكبرى: وهي تفسير قوله: (قل لا إله إلا الله) بخلاف ما عليه من يدعي العلم " 2 يشير بذلك إلى أن يدعي العلم وهو ليس عالماً يرى أن قول لا إله إلا الله، ولاء