وفي التذكير أو التأنيث، وفي الافراد أو التثنية أو الجمع، ولم يكن الأول مرفرعًا، وجب كون الثاني بلفظ الانفصال، نحو: أعطاه إياه، وأعطاها إياها. ولو قيل: أعطاهوه، بالاتصال لم يجز، لما في ذلك من اشتغال المثلين، فلو اختلفا جاز الاتصال والانفصال، نحو:
أنا لَهُمَاهُ قَفْوُ أكرم والدِ
ومن الانفصال قوله صلى الله عليه وسلم: (إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم)، وقول الصحابة للذي قال يا رسول الله أكسنيها: (ما أحسنت سألتها إياه)، ولو قيل: سألتهاه، لجاز.
وفي حديث سهل بن سعد: (فأعطاه إياه).
وإذا اختلف الضميران في الرتبة، وقدم أقربهما رتبة، جاز أيضًا، والاتصال أجود، كقول المرأة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (لأكسوكَها). وقول الرجل له صلى الله عليه وسلم (اكسنيها)، وقول الخضر عليه السلام: (إني على علم، الله علمنيه)، و (أنت على علم علمكه الله).
وسيبويه يَرى الاتصال في هذه الأمثله ونحوها واجبًا، والانفصال ممتنعًا، والصحيح جوازه.
ومنه الحديث: (فإن الله ملَّكَكم إياهم، ولو شاء لملكهم إياكم).
قوله: (حين يخالط بشاشة القلوب).