قال الزركشي: (أرب) فعل ماض بوزن علم من أرب الرجل يأرب، أي: إذا احتاج فسأل عن حاجته، ثم قال: ماله، أي: أيّ شيء به، وقيل: تفطن من أرب إذا عقل، فهو أريب، وقيل هو دعاء، أي سقطت آرابه، أي: أعضاؤه، ولا يريد وقوعه به كتَرِبت يده.
والثانية: (أرِبٌ ماله) بكسر الراء وضم الباء منونًا، اسم فاعل لحذر ومعناه صادق فَطِنٌ يسأل عما يعنيه، أي: هو أرِبٌ، فحذف المبتدأ، ثم قال: ماله؟، أي: ما شأنه؟.
والثالثة: بفتح الهمزة والراء وضم الباء منونًا كحَمَلٌ، معناه: حاجة جاءت به. قال الأزهري: وهو خبر مبتدأ محذوف (أو مبتدأ خبره محذوف)، أي: له أرَبٌ. وتكون (ما) زائدة للتقليل. أي: له حاجة يسيرة، وفي سائر الوجوه هي استفهامية. وقيل: (ماله) إعادة لكلامهم على جهة الإنكار.
والرابعة: (أرَبَ) بفتح (الجميع) رواه أبو داود.
قال القاضي: لا وجه له.
قال ابن الجوزي: أرب، أي: حاجة، و (ما) صلة.
قوله: (وتصل ذا رحمك).
قال المازري في "شرح مسلم": ينبغي أن يتأمل هذا مع قول النحاة أن لفظة (ذا) إنما يضاف إلى الأجناس فلعل الإضافة ههنا مقدر انفصالها. والإضافة بمعنى تقدير الانفصال موجودة.