قوله: (فبينما هم على ذلك إذ بعث الله المسيح).
قوله: (فبينما هم كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى أني قد أخرجت عبادًا من عبادي لا يدان لك بقتالهم).
قال الطيبي: أي لا قدرة ولا طاقة، ومعنى التثنية تضعيف (القوة) ويقال: مالي بهذا الأمر يدٌ ولا يدان.
(قول الحجاج: يا حرس اضربا عنقه، ومنه قوله تعالى: (ألقيا في جهنم) [ق: 24] انتهى، وقال الشاعر:
وحُمِّلْتُ زفرات الضحى فأطقتها ... وما لي بزفرات العشيّ يدان
وقال ابن فلاح في "المغني": إذا أدخلت "لا" على المثنى النكرة بُنِي عند سيبويه نحو: لا مسلمين لك، ولا غلامين لك. وأما إذا قلت: لا غلامي لك، فهو مثل: لا أبا لك، في الإضافة وحذف النون لها. انتهى.
قلت: ومنه قوله في الحديث: لما نزل (فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله) [البقرة: 279] قالوا: لا يدي لنا بمحاربة الله ورسوله.
وأما قوله في هذا الحديث: (لا يدان) بالألف، فإما على لغة من يجري المثنى بالألف على كل حال، أو يكون "لا" بمعنى ليس، ونظيره حديث: (لا وتران في ليلة).