فيكون من قول النبي صلى الله عليه وسلم مخاطبًا به فلا يحتاج جرير إلى التلفظ بهذا القول. ورويناه بضم التاء للمتكلم، وعلى هذا فيكون النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن ينطق بهذا اللفظ فكأنه قال له قل فيما استطعت، وعليه فيحتاج جرير إلى النطق بذلك امتثالاً للأمر.
قال أبو البقاء: حقيقة (لم) أنها تدخل على لفظ المستقبل فترد معناه إلى الماضي كقولك: لم يقم زيد، معناه: ما قام، فعلى هذا قوله: لم ترَعْ، أي روّعت، ومعلوم أنه قد ارتاع قبل ذلك، وإنما ذكر الماضي والمراد به المستقبل كما قال تعالى: (ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات) [النمل: 87]، أي فيفزع، وكذلك تقول: إنْ قمت قمت، أي إنْ تقم، ويجوز أن يكون الكلام على حقيقته ويكون المعنى: إنك لم تُفْزعْ فزعًا يتعقبه ضرر بك من جهتي لأني أعفو عنك، واعلم أنك لا تقدر على إنفاذ ما أردت.