كيف أصبحتَ كيف أمسيتَ ممّا ... يغرسُ الودَّ في فؤاد الكريم
أراد قول: كيف أصبحت وكيف أمسيت فحذف المضاف وحذف العاطف.
وقوله: من سنّ في الإسلام سنة حسنة فله أجرها: قال التوربشتي: صوابه فله أجره والضمير يعود إلى مَنْ أي له أجر عمله وأجر من عمل بسنته، قال وظن بعضهم أن الضمير راجع إلى السنة ووهم فيه.
وقال الطيبي: ثبت في الرواية: أجرها، وجواب ما قال أن الإضافة يكفي في اشتقاقها أدنى ملابسة فإن السنة الحسنة لمّا كانت سببًا في ثبوت أجر عاملها أضيف الأجر إليها بهذه الملابسة كما إذا رأيت بناءً رفيعًا فقلت: هذا بناء الأمير أولى، أو أن المضاف محذوف، أي: فله أجر عملها، فيكون من إضافة المصدر إلى المفعول.
قال أبو البقاء: قوله: عرض له: تقديره: عرض له أن يقال كذا ثم حذفه وهذا كقوله تعالى: (ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات) [يوسف: 35] أي بدا لهم رأي أو قول. وقوله: من خير ذي يمن: ذو: هنا بمعنى صاحب، وإنما أفرد لأنه أراد من خير فريق صاحب يمن، وأراد بالصاحب الأهل الملازم والساكن كقوله تعالى: (أولئك أصحابُ الجنة هم فيها خالدون) [البقرة: 72] ويجوز أن يكون "ذو" زائدة كما قال الكميت: