قال الطيبي: قوله: (لا توافقوا) نهى الداعي، وعلة النهي أي لا تدعوا أي لا توافقوا ساعة إجابة فتندموا.
قوله: فيستجيبَ: نصب على أنه جواب النهي، من قبيل: لا تدْنُ من الأسد يأكلْك، على مذهب الكسائي. ويحتمل أن يكون مرفوعًا أي: فهو يستجيب.
قال ابن مالك: تضمّن هذا الحديث وقوع خبر كاد مقرونا بأن، وهو مما خفي على أكثر النحويين، أعني وقوعه في كلام لا ضرورة فيه، والصحيح جواز وقوعه، إلا إنّ عدم وقوعه مقرونًا بأنْ أكثر وأشهر من وقوعه مقرونًا، ولذلك لم يقع في القرآن إلاّ غير مقرون بأن نحو: (وما كادوا يفعلون) [البقرة: 71]، (لا يكادون يفقهون) [النساء: 78]، (يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار) [النور: 43].
ولا يمنع عدم وقوعه في القرآن مقرونًا بأنْ، من استعماله قياسًا لو لم يرد به