هشام في المغني: الجمهور على أن إذا لا تخرج عن الظرفية، وأن حتى في نحو ذلك حرف ابتداء، داخل على الجملة بأسرها، ولا عمل له.
وقال أبو البقاء: ليس لحتّى هنا عمل، وإنما أفادت معنى الغاية، كما لا تعمل في الجمل.
وقال أبو حيان: كان بعض الأذكياء يستعمل مجيء هذه الجملة الشرطية بين إذا وجوابها بعد حتى، ويقول: كيف يكون حتى غاية وبعدها جملة الشرط فقلت: الغاية في الحقيقة هو ما ينسبك من الجواب مرتبًا على فعل الشرط بالتقدير المعنوي الإعرابي، في آية الزمر مثل (وسيق الذين كفروا إلى جهنّم زمرًا) [الزمر: 71] إلى أنْ تفتح أبوابها وقت مجيئهم فينقطع السوق.
قال ابن قاسم في "شرح التسهيل": ويجوز أن يخرج على أن حتى بمعنى الفاء كما قدرها النحويون في قولهم: سرتُ حتّى أدخلُ المدينة، برفع "أدخل" وتقدير كونه قد وقع، والتقدير: سرت فدخلت.
قال في "البسيط": كأنك قلت في: اجلس حتى إذا جاء زيد أعطيتك، اجلس فإذا جاء زيد. انتهى.
قوله: (وللأرض منك وئيد) جملة حالية بالواو، ووئيد: مبتدأ، وللأرض: خبر، ومنك في موضع نصب على الحال، وأصله لو تأخر صفة وئيد، فلما قدم نعت النكرة عليها صار حالاً.