قال أبو البقاء: الجيد عند أهل اللغة مدى صوته، وهو ظرف مكان، وأما (مدَّ صوته) فله وجه، وهو محتمل شيئين: أحدهما: أن يكون تقديره: مسافة مدّ صوته، والثاني: أن يكون المصدر بمعنى المكان، أي ممتد صوته، وهو منصوب لا غير.
وفي المعنى على هذا وجهان: أحدهما: معناه: لو كانت ذنوبه تملأ هذا المكان لغفرت له، وهو نظير قوله صلى الله عليه وسلم، إخبارًا عن الله تعالى: "لو جئتني بقُراب الأرض خطايا .. " أي ما يملؤها من الذنوب. والثاني يغفر له من الذنوب ما فعله في زمان مقدر بهذه المسافة.
قال أبو البقاء: هو منصوب لا غير، والتقدير: فرحوا فرحًا مثلَ فرحهم فحذف المصدر وصفته، وأقيم المضاف إليه مقامه.
قال الطيبي: (لمّا) بمعنى لم، إلا أن فيها ضربًا من التوقع، قدل على نفي اللحد فيما مضى، وعلى توقعه فيما يستقبل.