قلت: (هذه) خبر (هي) مقدر، أو (ظهور) منصوب بالزمن مقدر، وقد صرح بهذين المقدرين في حديث أبي هريرة: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما حج بنسائه قال: إنما هي هذه ثم الزمن ظهور الحصر".
قال الخطابي: بلغني عن ابن كيسان النحوي أنه سأل أبا العباس أحمد بن يحيى عن هذا الحديث، فقال: معناه الخبر، ولو كان بمعنى الدعاء لكان مجزومًا، أي: لا ينصروا، إنما إخبار، كأنه قال: والله لا ينصرون قال: وقد روي عن ابن عباس أنه قال: (حم) اسم من أسماء الله، فكأنه حلف بالله أنهم لا ينصرون.
وقال ابن الأثير في النهاية: قيل: معناه: اللهم لا ينصرون، ويريد به الخبر لا الدعاء، لأنه لو كان دعاء لقال: لا ينصروا، مجزومًا، فكأنه قال: والله لا ينصرون. وقيل إن السور التي في أولها (حم) سور لها شأن، فنبه أن ذكرها لشرف منزلتها، مما يستظهر به على استنزال النصر من الله.
وقوله: (لا ينصرون) كلام مستأنف، كأنه حين قال: قولوا: حم، قيل: ماذا يكون إذا قلناها؟ فقال: لا ينصرون.
وقال البيضاوي: أي: علامتكم التي تعرفون بها هذا الكلام، و (حم لا ينصرون)، معناه: بفضل السور المفتتحة بحم ومنزلتها من الله لا ينصرون.