قال البيضاوي: الضمير في (اجعلها) للوطأة أو للأيام، وإن لم يسبق لها ذكر، لما دل عليه المفعول الثاني الذي هو (سنين): جمع السنة التي هي بمعنى القحط، وهي من الأسماء الغالبة كالبيت والكتاب.
وقال الزركشي: قوله: كسني يوسف بالتشديد، وجاء على اللغة الغالبة من إجراء السنين مجرى الجمع المذكر في الإعراب فيما قبل النون وسقوطها عند الإضافة وتخفيف الياء. قيده النووي وغيره.
وقال الكرماني: (اجعلها)، أي الوطأة كالسنين التي كانت في زمان يوسف مقحطة، وجمع السنة بالواو والنون شاذ من جهة أنه ليس لذوي العقول، ومن جهة تغير مفرده بكسر أوله. ولهذا جعل بعضهم حكمه حكم المفردات في جعل نونه معقب الإعراب كقول الشاعر:
دعاني من نجد فإنّ سنينَه ... لعبن بنا شيبا وشيَّبْننا مُرْدا
وقال ابن فرحون: يجيء (جعل) بمعنى (صيّر) فيتعدى لمفعولين، وبمعنى (خلق) نحو (وجعل الظلمات والنور) [الأنعام: 1]، وبمعنى (سمّى) نحو: (وجعلوا الملائكة الذين هم عند الرحمن إناثًا) [الزخرف: 19]، وبمعنى (ألقى) نحو: (ويجعل الخبيث بعضه على بعض) [الأنفال: 37]، ومنه الحديث "إذا توضأ أحدكم فليجعل في أنفه ماء". أي فليلق، ويجوز أن يكون بمعنى صيّر، أي فليصير في أنفه ماء.