وله شعر، فمنه قوله في مجد الدين يوسف بن القباقبي وكان بديع الحسن، وقد رآه يشتغل في النحو على شيخه النور المصري:

يحق لقلبي لا يقرّ قراره ... إذا بان من أهوى وشط مزاره

فيا عذلي لا تنكروا فرط ذلّتي ... فذلّ المعنّي للحبيب فخاره

تمرّ ليالي الصبر شوقاً وحسرة ... وتفنى بما قاساه ليلاً نهاره

بليت بمن لا يعرف العطف قلبه ... كذلك قلبي ليس تخمد ناره

فيا منيتي رفقاً بمن عيل صبره ... غداً نازحاً عنه وشط مزاره

وصله فإنّ الهجر راح بعمره ... فحتى متى هذا الغرام حواره

ولم أنس يوماً فيه شاهدت يوسف ... كبدر على غصن زهاه اخضراره

فحاولت أخفي الغرام فلم أطق ... وقام بعذري في هواه عذاره

فكن أيها المصريّ يا أفصح الورى ... سجياً بعلم النحو فهو اختياره

وعلمه باب العطف كيما يرّق لي ... ويحنو فقد أوّدى بقلبي نفاره

وعرّفه معنى الوصل في شرح درسه ... جعلت جوار للذي عزّ جاره

القاضي شمس الدين محمد بن محمد بن بهرام الشافعي، خطيب حلب، المعروف بالدمشقي.

باشر نيابة الحكم بدمشق عن قاضي القضاة بهاء الدين بن زكي، وتولى قضاء القضاة بحلب، وكان ديناً صالحاً ورعاً، مات بحلب في مستهل جمادى الأولى منها وقد بلغ الثمانين.

القاضي مجد الدين سالم بن أبي الهيجاء بن حميد الأذرعي، قاضي نابلس.

أقام قاضياً بها مدة أربعين سنة، وعزل عنها في آخر عمره، فحمله أولاده على التوجه إلى الديار المصرية للتسبب فأدركه أجله هناك، ومات في ثاني عشر صفر، ودفن بمقابر باب النصر، رحمه الله.

الشيخ شمس الدين محمد بن الشيخ عماد الدين أحمد بن العماد إبراهيم بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي.

مات بدمشق بالمارستان الصغير، ودفن بقاسيون، وكان شيخاً كبيراً، كثير الصلاة والذكر، صحب الفقراء طول عمره، وروى عن أبي مسلمة، والمرسي وغيرهما.

الملك الأوحد تقي الدين شادي بن الملك الزاهر مجير الدين داود بن الملك المجاهد أسد الدين شيركوه بن ناصر الدين محمد بن شيركوه بن شادي ابن مروان.

مات بقرية من عمل الجرد، وحمل منها إلى الصالحية فدفن بتربة والده بسفح قاسيون، وكان أحد الأمراء بدمشق، معظماً في الدولة، وكان لديه فضيلة وخبرة بالأمور، ومولده سنة ثمان وأربعين وستمائة، وكانت وفاته في ثاني صفر منها آخر نهار الأربعاء.

ذكر فيما وقع من الحوادث في

السنة السادسة بعد السبعمائة

استهلت هذه السنة: والخليفة: المستكفي بالله العباسي.

وسلطان البلاد المصرية والشامية: الملك الناصر محمد بن قلاون، ونواب مصر والشام وقاتها هم المذكورون في التي قبلها.

والشيخ تقي الدين بن تيمية مسجون بالجب في قلعة الجبل.

ذكر من قدم من الرسل وغيرهم

وفيها: عادت الرسل السلطانية من عند طقطا ملك التتار وهم: الأمير سيف الدين بلبان الصرخدّي، وسيف الدين بلبان الجكمي، وفخر الدين إياز أمير آخور الشمسي، وصحبتهم رسول اسمه نامون من جهة الملك المذكور، فبولغ في إكرامه، وأعيد بجواب لرسالته، وحهّز معه شمس الدين بكمش الخزنداري رسولاً، وفخر الدين إياز أمير آخور الشمسي.

وقال بيبرس في تاريخه: وكان من مساهلة سفرهم وتيسيره لهم على ما أخبر به من لسانه سيف الدين الجكمي المذكور إنهم استهلوا هلال صفر من هذه السنة في قرم، وسافروا أول الشهر، فوصلوا في العشر الأخير منه إلى إسكندرية، وتوجهوا في الحراريق إلى مصر فوصلوها سلخ صفر، وكانت المسافة شهراً من قرم إلى إسكندرية.

وفيها: وصلت رسل صاحب سيس بالقطيعة إلى الباب العزيز، وأطلق من أسرى المسلمين مائتين وسبعين أسيراً، وأوصلهم إلى حلب.

وفيها: وصل فتح الدين بن صبره من بلاد التتار، وكان قد أُسر في جملة الأمراء الذين أُسروا ببلاد سيس كما ذكرنا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015